admin Admin
عدد المساهمات : 1048 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: أحمد ديدات.... داعية الإسلام الأربعاء يونيو 29, 2011 1:34 am | |
| أحمد ديدات.... داعية الإسلام
الشيخ أحمد ديدات الداعية هو الشيخ أحمد حسين ديدات ولد في " تادكهار فار" بإقليم سراط بالهند عام 1918م لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات و زوجته فاطمة , وكان يعمل والده بالزراعة و أمه تعاونه و مكثا تسع سنوات ثم انتقل والده الى جنوب أفريقيا و عاش فى ديربان و غير أبيه اتجاه عمله الزراعى و عمل ترزياً. ونشيء الشيخ على منهج اهل السنة والجماعة منذ نعومة أظافره فلقد ألتحق الشيخ أحمد بالدراسة بالمركز الإسلامى فى ديربان لتعلم القرأن الكريم و علومه و أحكام شريعتنا الإسلامية و فى عام 1934 أكمل الشيخ المرحلة السادسة الإبتدائية و ثم قرر أن يعمل لمساعدة والده فعمل فى دكان يبيع الملح , و انتقل للعمل فى مصنع للأثاث وأمضى به أثنا عشر عاما و صعد سلم الوظيفة فى هذا المصنع من سائق ثم بائع ثم مدير للمصنع وفى أثناء ذالك ألتحق الشيخ بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى فى ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات و ادارة الأعمال .
أن نقطة التحول الحقيقى كانت فى الأربعينات و كان سبب هذا التحول هو زيارة بعثة أدم التنصيرية فى دكان الملح الذى كان يعمل به الشيخ و توجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام و لم يستطيع وقتها الإجابة عنها. و قرر الشيخ أن يدرس الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية كان يحاول أن يجد من يقرأها له و قام بعمل دراسة مقارنة فى الأناجيل و بعد أن وجد فى نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية و مواجهة المبشرين قرر الشيخ بأن يترك كل الأعمال التجارية و يتفرغ لهذا العمل.
كان هناك عامل مؤثر أخر لا يقل عن دور بعثة أدم التنصيرية فى التأثير على تغير حياة الشيخ و لكن كان هذا العامل الآخر فى فترة متأخرة أثناء عمل الشيخ فى باكستان , حيث كان من مهام الشيخ فى العمل ترتيب المخازن فى المصنع وبينما هو يعمل فإذ به يعثر على كتاب " إظهار الحق " للعلامة رحمت الله الهندى .
وهذا الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على وطن الشيخ الأصلي ( الهند ) ذلك أن البريطانيين لما هزموا الهند ، كانوا يُوقنون أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأتي إلاَّ من المسلمين الهنود ، لأن السلطة والحكم والسيادة قد انتزعت غصباً من أيديهم ، ولأنهم قد عرفوا السلطة وتذوقوها من قبل ، فإنهم لا بد وأن يطمحوا لها مرة أُخرى . ومعروف عن المسلمين أنهم مناضلون أشدّاء ، بعكس الهندوس ، فإنهم مستسلمون ولا خوف منهم . وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار في البقاء في الهند لألف عام . وبدأوا في استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند ، وهدفهم الأساسي هو تنصير المسلمين وكان هذا الكتاب العظيم أحد أسباب فتح آفاق الشيخ ديدات للرد على شبهات النصارى و بداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلا شرعيا يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار و طلب البرهان و الحجة من كتبهم المحرفة.
وأخذ الشيخ يمارس ما تعلمه من هذا الكتاب في التصدي للمنصرين ، ثم أخذ يتفق معهم على زيارتهم في بيوتهم كل يوم أحد .. فقد كان يقابلهم بعد أن ينتهوا من الكنيسة,ثم أنتقل الشيخ الى مدينة ديربان وواجه العديد من المبشرين كأكبر مناظر لهم.
ثم سافر الشيخ الى باكستان فى عام 1949 من أجل المال فقد وجد أنه لكى يجمع مبلغا ً يفيض عن حاجته لإنفاقه فى الدعوة كان عليه أن يسافر و فعلا مكث فى باكستان لمدة ثلاث سنوات .
تزوج الشيخ أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً . عمل خلالها فى مصنع للنسيج و بعدها كان لابد من العودة الى جنوب أفريقيا و إلا فقد تصريح الإقامة بها لانه ليس من مواليد جنوب أفريقا وعندما عاد الى ديربان أصبح مديرًا لنفس المصنع الذى سبق أن تركه قبل سفره و مكث حتى عام 1956 يعد نفسه للدعوة الى الدين الحق . وفي مدينة ( ديربان ) .. في الخمسينات .. جدّ جديدٌ أخر – كل هذا بفضل الله ، مسبب الأسباب –كان يحضر الشيخ صباح كل أحد محاضرات دعوية . وكان جمهوره صباح كل أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد ، وكان جمهور المحاضرات في ازديادٍ دائماً . وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور ، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه ( فيرفاكس ) .. اقترح على الشيخ أن لديهم الرغبة والاستعداد من بيننا أن يدرس : " المقارنة بين الديانات المختلفة " ، وأطلق على هذه الدراسة اسم : " فصل الكتاب المقدس .. Bible Class " .
يتبع........
وكان يقول بأنه سوف يعلم الحضور كيفية أستخدام ( الكتاب المقدس ) في الدعوة للإسلام ومن بين المائتين أو الثلاثمائة شخص الذين كانوا يحضرون حديث الأحد ، اختار السيد ( فيرفاكس ) خمسة عشر أو عشرين أن يبقوا ليتلقوا المزيد من العلم . استمرت دروس السيد ( فيرفاكس ) لعدة أسابيع أو حوالي شهرين ، ثم تغيب السيد ( فيرفاكس ) ، ولاحظ الشيخ الإحباط وخيبة الأمل على وجوه الشباب . ويوم الأحد من الأُسبوع الثالث من تغيب السيد (فيرفاكس) اقترح عليهم الشيخ أن يملأ الفراغ الذي تركه السيد ( فيرفاكس ) ، وأن يبدأ من حيث انتهى السيد ( فيرفاكس ) ، لأنه كان قد تزود بالمعرفة في هذا المجال ، ولكنه كان يحضر دروس السيد ( فيرفاكس ) لرفع روحه المعنوية ، وظل الشيخ لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد ، ويصف الشيخ هذه الفترة بأنه أكتشفت أن هذه التجربة كانت أفضل وسيلة تعلمت منها ، فأفضل أداة لكي تتعلم هي أن تُعَلِّم الآخرين ، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : " بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة " .. فعلينا أن نبلغ رسالة الله – عَزَّ وَجَلَّ - ، حتى ولو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً . إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك .. فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت ، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً ، ولم أدرك قيمة هذه التجربة إلاَّ فيما بعد . عرف الشيخ أحمد ديدات بشجاعته و جرأته في الدفاع عن الاسلام, و الرد على الأباطيل و الشبهات التي كان يثيرها أعداء الاسلام من نصارى حول النبي محمد صلى الله عليه و سلم , ونتج عن هذا أن أسلم على يديه بضعة آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم و البعض منهم الآن دعاة إلى الاسلام.
و في عام 1959 م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد ، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات . وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش . أسس معهد السلام لتخريج الدعاة ، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة ( ديربان ) بجنوب إفريقيا .
ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً ، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها ، وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم .
ولهذه المجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 م و أعطي درجة " أستاذ".
من أبرزكتبه: 'مسألة صلب المسيح'، 'القرآن كلمة الله'، 'هل الإنجيل كلمة الله'. نسأل الله عز وجل أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته
_وقد اشتهر الشيخ ديدات في الثمانينات بمناظراته مع القس جيمي سواغارت التي طبعت على شرائط فيديو. وظهر فيها ديدات الذي هاجر من الهند إلى جنوب أفريقيا عام 1927, رجلا قوي البنية واضح الصوت ذي لحية بيضاء يقرأ الآيات التي يستشهد بها من القرآن بلسان أعجمي.
وبإنجليزية ذات لكنة أفريقية كان ديدات يفند بحزم مزاعم سواغارت ويقرأ عليه أجزاء كاملة من الإنجيل، ويقارن بين نسخه المختلفة. كما كتبت بعض مواضيع مناظراته في كتب حملت نفس العناوين مثل "مسألة صلب المسيح" و"القرآن كلمة الله" و"هل الإنجيل كلمة الله".
_وأحدثت مناظرات ديدات دويا في الغرب منذ السبعينات وظل صداه يتردد حتى يومنا هذا. فحديثه عن تناقضات الأناجيل الأربعة دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والعديد من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مكتباتها لمناظرات ديدات وكتبه وإخضاعها للبحث والدراسة سعيا لإبطال مفعولها.
_ولام ديدات في عدد من المقالات العرب لتقصيرهم في نشر الإسلام في العالم "وقد ملكوا التبر والدولار مقابل الأموال التي تضخ في حملات التنصير لدعم المبشرين في أنحاء العالم".
_في عام 1996 ابتلي ديدات بمرض أقعده عن الحركة, غير أن شهرة الداعية الإسلامي
ظلت مقترنة باسم جنوب أفريقيا, فأصبحت تعني لدى الكثيرين نيلسون مانديلا وأحمد ديدات.
وفاته. و فى عام 1996م بعد عودة الشيخ من استراليا بعد رحلة دعوية مذهلة أصيب فارس الإسلام بمرضه الذي أقعده طريح الفراش طيلة تسع سنوات , و عن بداية اصابة الشيخ ديدات بالمرض يقول صهره "عصام مدير" : إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته ! ولكن في ذلك الشهر تحديدا أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصا في رحلته الأولى والقوية جدا لاستراليا التي تحدث عنها الاعلام الاسترالي لأنه ذهب لعرض الاسلام عليهم وتحدى عددا من المنصرين الاستراليين الذين اساؤوا للاسلام، وكان ديدنه أن لا يناظر ولا يبادر المنصرين الا الذين يتعدون على الاسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان. ولذلك ذهب إلى استراليا وطاف بها محاضرا ومناظرا، وعندما عاد حدث له ما جرى واصيب بجلطة في الدماغ.
و فى صباح يوم الإثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث من رجب 1426هـ فقدت الأمة الإسلامية الداعية الإسلامي الكبير الشيخ المجاهد 'أحمد ديدات', فعليه من الله جزيل الرحمات وواسع المغفرة و الكرامات . لقد علمنا النبى عليه الصلاة و السلام " ان أعظم الجزاء مع عظم البلاء , و أن الله اذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضى فله الرضا , ومن سخط فله السخط " رواه الترمذى و ابن ماجه . و اذا تتبعت سير الأنبياء و المرسلين , و سير علماء أمة التوحيد من المستقدمين و المستأخرين وجدت العجب العجاب فى هذا الصدد , و الحديث فى هذه المسألة يطول ! فنحسب شيخنا أحمد ديدات مِمَن أخبر عنهم النبى صلى الله عليه وسلم . فرحمك الله يا فارس الإسلام , طبت حيًا و ميتًا , نسأل الله أن يرزقنا نصفك !
عن كتاب هذه حياتى سيرتى و مسيرتى - أحمد ديدات – أعده أ / أشرَف محمَّد
| |
|